- أهم الأخباراخترنا لكنون والقلم

محمد يوسف يكتب: العالم ينتظر

كل الأنظار متجهة إلى الرياض اليوم، أنظار العالم بما حوى، بالأصدقاء والأعداء، وبالذين يسعون إلى الخير وأولئك الذين يجسدون الشر، وبمن هم يعانون الحصار والتشريد والانتقام الطائفي والأمراض الوبائية، وبمن لا يزالون يعيثون فساداً في بلاد ليست بلادهم.

اليوم ستكون هناك نقاط كثيرة تاهت عنها الحروف زمناً بسبب رئيس متردد كان في البيت الأبيض ثمانية أعوام، وقد آن الأوان لتستقر في مكانها، فالقضايا التي تشغل الجميع باتت معروفة، وكنا بحاجة إلى أن نقترب منها ونأخذ موقفاً تجاهها، وهي التي أوصلت هذه المنطقة إلى ما هي عليه الآن، دول تتمزق، ودول تستباح، وإرهاب يستشري، وطائفية تتوغل.

وعندما تباينت الآراء، واختلفت القوى الكبرى على المسميات، وارتبطت المصالح الضيقة بتحديد الهويات انقسم العالم أمام أخطر ظاهرة تواجهه، وتحول بعضهم إلى داعم للإرهاب، والآخرين وقفوا على الحياد، فإذا بالخطر يطال الجميع.

القمم الثلاث التي تستضيفها الرياض اليوم تضع الإرهاب على رأس جدول أعمالها، إرهاب داعش وإرهاب إيران، إرهاب القاعدة وإرهاب حزب الله، إرهاب الإخوان وإرهاب الحشد الشعبي، كلهم يصطفون في طابور واحد، والذين ذهبوا إلى الرياض يعرفون ذلك جيداً، وأولهم الرئيس الأميركي دونالد ترامب، القادم لبحث كل الأخطار ومسبباتها.

فقد اكتملت الصورة أمامه، وعرف جيداً ما يمثله التمدد الإيراني في المنطقة، وما يمكن أن ينتج عنه من اضطراب سيضر الجميع، ولو جاء حاملاً ملف داعش فقط ما وجد هذه الاستجابة من قادة نحو خمسين دولة عربية وإسلامية، كذلك ملفات الإخوان والحشد وحزب نصر الله، فهؤلاء يمارسون إرهاباً علنياً في المنطقة ويكملون بعضهم بعضاً.

العقلية الإيرانية المريضة أوهمت قاسم سليماني وأتباعه بأن يوجه رسالة إلى الذين سيجتمعون في الرياض، فأطلق صاروخاً باليستياً نحو «عاصمة القمم»، وفي اللحظة نفسها التي تحركت فيها طائرة الرئيس الأميركي، هي رسالة تُحسب على ذلك الإرهابي وحرسه الثوري ولا تُحسب لهم، حتى لو وصل الصاروخ إلى الرياض كانت نتائجه أكثر ضرراً على الإيرانيين، وقد سلم الله أرضنا بفضله وبيقظة رجال الدفاع الجوي الذين أثبتوا أنهم مستعدون للذود عن وطنهم.

كل العالم ينتظر موقفاً حازماً تجاه الإرهاب والتمدد الإيراني من قمم الرياض.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى