- أهم الأخباراخترنا لكنون والقلم

محمد يوسف يكتب: الإرهاب يرد

لم ينتظر الإرهاب، حتى يرد، يوم أو أكثر قليلاً، فإذا بالجثث تتناثر والأوصال تتقطع، في مانشستر البريطانية كانت الضربة الجديدة، يريدون أن يقولوا إنهم ما زالوا أقوياء، بعد أن اجتمع ثلث العالم في الرياض، وتشكلت نواة صلبة لمواجهة الأعمال الإرهابية والتطرف الدولي.

وبعد أن افتتح مرصد »اعتدال« لمحاربة كل الذين يعيثون في العالم قتلاً وإثارة للرعب، وبعد التأييد العلني من الحكومة البريطانية والاتحاد الأوروبي.

أي تنظيم هذا الذي يملك كل هذه الإمكانات، يحركها في لحظة، ويوفر لأفراده الوسائل في أي مكان؟

سيقولون إنه »داعش«، وسيعرضون رسالة في موقع إلكتروني، ثم سيصمتون، وهم يعلمون أنه ليس »داعش« وليس »القاعدة«، بل هو الإرهاب الدولي بكل أطيافه، وهذا ليس بضعة تنظيمات متناثرة هنا وهناك، ليس البغدادي الذي تطارده جيوش من البشر والآليات، وتترصده العيون في كل مكان.

الأسلحة لا ينقلها أفراد عاديون، والمتفجرات لا تعبر الحدود في حقائب المسافرين، ولا تصنع وسائل القتل في البيوت!

إنه إرهاب منظمات وليس تنظيمات، منظمات راسخة ومستقرة في الحواضر الأوروبية، ومحمية من رموز متنفذة في السياسة والإدارة الأمنية في تلك الدول، إنها الوحوش التي يعتقدون أنهم روضوها، وأنهم يسيطرون عليها بعد أن دربوها على الطاعة والتبعية.

وهناك إرهاب دول، كلهم يعرفونها، ومع ذلك ما زالوا يتركون لها مساحات حركة واسعة، من أجل الصفقات والمشاريع، والأجهزة الأمنية تغض الطرف، لا تسمع ولا ترى، وإن سمعت كذبت آذانها، وإذا رأت لم تصدق أعينها، ولهذا نراهم ما زالوا يتناقشون في تصنيف الإرهابيين، بريطانيا أو فرنسا أو ألمانيا، ومعهم بقية أوروبا، لا يرون إرهاب إيران وحزب الله والحرس الثوري والحشد الشعبي مادام الذي يُقتل ليس منهم، وما دامت هناك نوايا إيرانية لشراء مئات الطائرات بعد رفع العقوبات.

وعقود شراكة في النفط والغاز، ولا يعترفون بدموية الإخوان بعد كل الذي فعلوه في مصر وسوريا، المهم عندهم أن أرصدة الإخوان تتضخم، ومشاريعهم تتسع في أوروبا، وعندهم »شماعة« يحملونها كل الأوزار، وأمثال داعش يسعدهم ذلك!

الإرهاب كلمة تعني ترويع الناس، من يصنع قنبلة إرهابي، ومن يفجر مكاناً آمناً إرهابي، ومن يحرض على قتل الأبرياء إرهابي، وكذلك من يهدد الناس. رفاهية »الصالونات السياسية« لا تستقيم مع القتل، فليت أوروبا تعي ذلك.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى