- أهم الأخباراخترنا لكنون والقلم

محمد يوسف يكتب: الأفعــى والكــلاب المسعــورة

انتقل حمد بن جاسم إلى المجال العربي الواسع، وبدأ ينفث سمه في كل الأرجاء، واستخدم مجموعة شحنت قلوبها بالحقد من بلادها، وأطلقها مثل الكلاب المسعورة، وكان سعيداً بما تفعله «الجزيرة»، ويتفاخر بأنه أقلق راحة الحكام العرب، واستقطب الهاربين والمتسكعين على مقاهي باريس ولندن، وجعلهم متحدثين دائمين في شؤون دولهم، وقدمهم تحت شعار «الرأي والرأي الآخر»، وبعد سنوات طويلة تبين أنهم يتقاضون رواتب ثابتة من القناة، وكانوا يتحدثون باسم «بن جاسم»، وليس باسمهم الشخصي، أو رأيهم الخاص، ولا يكترثون ببلدانهم، وفي موازاة كل ذلك كان «الإخوان» يتحلقون حول نار القناة، وكاهنهم الأكبر هو مفتيها، يأتي أحمد منصور من «بيشاور» بعد أن غادرها «بن لادن» واغتيل «عبد الله عزام»، ويصبح «وضاح خنفر» المراسل في شمالي العراق خلال الغزو مديراً للقناة، وفي إدارة التحرير يختبئ مجموعة من كل فروع التنظيم الإخواني في الدول العربية، أتباع المرشد والغنوشي، وتبدأ مرحلة الهدم الكبرى.

أخبار ذات صلة

وفتح حد بن جاسم النار على الجميع، ودخل في مشادات مع أغلب وزراء الخارجية العرب، وسرب أسراراً للجزيرة، وفي الجانب الآخر فتح ذراعيه لبرنامج «الفوضى الخلاقة»، الذي طرحته «كونداليزا رايس» في سنوات انتقام بوش السبع، أسس مراكز تدريب للفوضويين، الأمير صرف لحمد بن جاسم ببذخ عليها ليمكن وزير خارجيته ورئيس وزرائه من تنفيذ مخططاته، وظهر شارون وبيريز وليفي ونتنياهو في لقاءات حميمة مع صديق «حماس» المدافع عن الحق الفلسطيني، واستقطب المتسولين من أصحاب «دكاكين» حقوق الإنسان وحرية الرأي والتعبير، وركز على القيادات النقابية التي خصص لها رواتب شهرية ثابتة، وحتى الاتحادات الدولية لم تسلم منه، مد يده السخية إليها، وجعل قياداتها موظفين يعملون لصالحه في تلك الاتحادات.

وعندما حانت ساعة الصفر نفذت الخطط التي وُجد حمد بن جاسم من أجلها، وبدأت الفوضى المدمرة في العالم العربي باسم «الربيع»، ونفذ التلاميذ دروسهم على أكمل وجه، مقاتلون ومناضلون وثوار كانوا يؤدون أدواراً تمثيلية لها معدون ومخرجون، وإذا كنتم تذكرون صاحب مقولة «هرمنا»، ذلك التونسي الذي قيل إنه يعمل في مقهى، والآخر الذي كان يرقص وحيداً في شارع مظلم ويردد «بن علي هرب»، كانا يؤديان المطلوب منهما، وقد سمعت من الرجل الأول أنه كان يدير فريقاً خصص له مكتب خلف المقهى وستة أجهزة كمبيوتر لإطلاق الإشاعات وتجميع الشباب عبر «الفيس بوك»، قالها لي الرجل بعد ثلاثة أشهر على رحيل الرئيس عندما التقيته في فندق «الكونكورد» بتونس، وقد ظن أنني قطري، فأثنى على قطر والجزيرة وما قدم له من دعم، وحملني السلام للشيخ حمد بن جاسم!!

مسلسل حمد بن جاسم لم ينته بعد، فها هو يتلاعب خليجياً، حقده وكرهه لكل مستقر في وطننا العربي يدفعانه نحو الهاوية، وقد تكون لنا عودة لاحقة مع من تقمص أدوار كل المدمرين من البشر المسجلين في صفحات التاريخ السوداء.

 

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى