نون والقلم

لماذا يلزم شرفاء قطر الحياد ؟!

إذا ما تجاوزنا التفاهات التي يطلقها بعض (الإخونجية) ومرتزقة قناة الجزيرة ، وأذناب ايران هنا وهناك ، لأهداف (ارتزاقية) لا تخفى على أحد ، فإنه يمكن القول إن الأشقاء القطريين قد لزموا الحياد بشكل كبير ولافت خلال الأزمة الحالية ، ولم يخرج عن هذا الحياد (المشرّف)، إلا بعض الإعلاميين والصحفيين الذين يتطلب عملهم الانحياز للنظام ، والدفاع عنه ، ومحاولة التبرير والترقيع لشطحاته التي لا تنتهي !.

الحياد الشعبي القطري والذي يدعو كما قلنا للاحترام ورفع العقال هو في الواقع انحياز للعقل والمصلحة والحق الظاهر ، ويعود في رأيي الى سببين رئيسين : أولهما إدراك الأشقاء في قطر أنهم غير مستهدفين إطلاقاً بهذه الإجراءات ، إضافة إلى معرفتهم التي لا يتخللها شك بما يكنه لهم إخوتهم وأبناء عمومتهم في المملكة العربية السعودية من تقدير واحترام ، بدءاً بالقيادة السياسية التي يعرفون جيداً أنها تحملت الكثير من حماقات الحكومة القطرية من أجلهم، وليس انتهاء بالمواطنين الذين أكدوا احترامهم وتعاطفهم مع هذا الشعب النبيل في أكثر من مناسبة .

أما السبب الثاني والأهم من وجهة نظري فهو معرفة الشعب القطري العزيز جيداً بالأسباب الحقيقية التي أدت إلى وصول الأزمة لهذه المرحلة الحرجة ، بل ووقوفه شاهداً ، وعدم رضا الكثير من شرائحه على الممارسات الخرقاء ، والمراهقات السياسية للنظام القطري منذ أكثر من عشرين عاماً ،وتحديداً منذ انقلاب العام 1995 الذي مازال الكثير من القطريين غير راضين عنه .

بالطبع هذا ليس تشكيكاً في وطنية شرفاء قطر ، فالحياد أحياناً يكون هو قمة الوطنية .. خصوصاً عندما تشاهد بعينك النظام هناك وهو يحول البلاد الى وكر للمجرمين والمطلوبين للعدالة ، ويبدد الثروات في دعم الجهات الإرهابية في كل أصقاع الأرض .. ولا يخفى على علم الإخوة القطريين أن النظام يهدر أكثر من 750 مليون دولار سنوياً على قناة الجزيرة دون عائد يذكر ، خلاف المليارات الأخرى التي تنفق على صحف ووسائل إعلام أخرى ، ودعم لمنظمات إرهابية وعملاء ، فقط من أجل خلق المشكلات لجيرانها ، وإيذاء أشقائها في السعودية والإمارات والبحرين ومصر ولبنان وسوريا وليبيا ، بل إن حتى موريتانيا التي تسكن على شاطئ الأطلسي البعيد شكَتْ من تدخلات نظام قطر ومغامراته العبثية هناك!.

الأعزاء في قطر الذين يفرقون جيداً بين الخلافات السياسية الطبيعية وبين التآمر والدسائس والخيانة ، ويعرفون كم الفرص التي منحتها السعودية للنظام القطري ولم يلتزم بها ، يثقون أن الهدف الرئيسي للمملكة العربية السعودية ومصر والإمارات والبحرين وبقية الدول التي اتخذت هذا الموقف هو مصلحة المنطقة ككل ،بما في ذلك القطريون أنفسهم ، ويثقون أن هدف أشقائهم ليس فرض الوصاية، أو تغيير النظام ، بل تغيير منهجه وعقيدته السياسية التي يمسك بزمامها عزمي بشارة والقرضاوي ومطاريد الإخوان ويقودونها نحو التهلكة.

نقلا عن صحيفة المدينة

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى