نون والقلم

عبدالعزيز الفضلي يكتب: محمد صلاح… ليفربول

من أكثر ما يمكن أن تجذب به قلوب الآخرين، وتدفعهم إلى الإعجاب بك، ليس المال أو الجمال أو الحسب أو النسب، وإنما هو حسن أدبك ودماثة أخلاقك.

فالإعجاب والاحترام والتقدير الحقيقي لن يناله إلا من حسن خلقه وأدبه.

ولن استشهد على ذلك بصحابي أو عالم أو داعية – مع احترامي وتقديري لهم – وإنما بلاعب كرة قدم، مصري الجنسية عربي اللسان إسلامي الدّين والعقيدة، وهو محمد صلاح لاعب نادي ليفربول الانكليزي.

هذا اللاعب الذي استطاع بجانب إبداعه الكروي أن يكسب احترام وتقدير جماهير الكرة الانكليزية بل والعالمية، بحُسن خلقه ولباقته وتواضعه، ما دفع العديد من الجماهير الانكليزية إلى إعلان رغبتها بدخول الإسلام، وحرص بعض اللاعبين الأجانب من الناشئة على السجود بعد تسجيل الأهداف تقليداً لصلاح.

في اعتقادي أن محمد صلاح يعطينا العديد من الدروس والمواعظ، ليس من فوق المنابر وإنما من ساحة الملاعب. فهو يعلمنا الحرص على اتقان الحرفة أو الصنعة التي يمارسها «إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه»، وهذا الاتقان لا يأتي إلا بالإخلاص وبذل الأسباب، والتفاني في العمل.

نتعلم من محمد صلاح التواضع، فرغم نجوميته إلا أنه ما زال متواضعا للجميع وبمختلف أعمارهم وجنسياتهم… قرأ لافتة يحملها طفل من مشجعي نادي ليفربول مكتوب عليها: «هل يمكنني الحصول على قميصك ؟» فما كان من محمد صلاح إلا الاتجاه – بعد نهاية المبارة – إلى ذلك المشجع الصغير وهو في المدرجات وتسليمه فانيلته والتي تحمل اسمه ورقمه… ومن تواضع لله رفعه.

معروف عن اللاعب أنه دائم الابتسامة، وفي الحديث «تبسمك في وجه أخيك صدقة»، والابتسامة من أعظم ما تأسر به قلوب الآخرين، وتجعلك تتغلغل إلى أعماقهم.

محمد صلاح لم ينس فضل ربه عليه، ولذلك قدم شيئا من ماله في سبيل الله، شكرا واعترافا بنعمة الله، وتحقيقا لمعنى الإيجابية في خدمة المجتمع، وبحسب بعض الصحف المصرية، قام اللاعب بتحمّل تكاليف حفل الزواج للعديد من أبناء قريته. وتبرع بجهازٍ لسرطان العظام. كما رصد مبلغا كبيرا لبناء معهد ديني، وكذلك مستشفى في مدينة طنطا، وغيرها من المشاريع الخيرية والتي تبلغ تكلفتها الملايين.

محمد صلاح يمكننا أن نطلق عليه الداعية الصامت، فهو يدعو بأخلاقه وأفعاله أكثر من كلامه وأقواله، وتأثير الدعوة بالتطبيق العملي، أبلغ من الخطاب اللفظي.

أعتقد أن أقوى عمل قام به محمد صلاح، هو تغيير النظرة عن الإسلام لدى العديد من جماهير الكرة الانكليزية، والتي أصبحت ترى من خلاله أن الإسلام دين رحمة وسلام.

فشكراً شكراً لمحمد صلاح، والذي أصبح رمزا لا يفتخر به المصريون وحدهم بل معظم العرب والمسلمين، وصارأيقونة للإبداع الكروي مع اللعب النظيف والتي يعشقها معظم جماهير الساحرة المستديرة.

نقلا عن صحيفة الرأى الكويتية

أخبار ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى