نون والقلم

د. محمد مبارك يكتب: مع اقتراب مايو.. تزداد الهلوسة الإيرانية!

في ختام زيارته التي استغرقت ثلاثة أيام للولايات المتحدة الأمريكية، أقر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بفشله في إقناع نظيره الأمريكي دونالد ترامب بالتشبث بالاتفاق النووي مع إيران. وقال ماكرون في تصريح لوسائل الإعلام إنه يعتقد أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سوف يتخلص من الاتفاق النووي لأسباب داخلية تخصه.

إن عدم قدرة الرئيس الفرنسي ماكرون على إحداث تغيير جوهري في الموقف الأمريكي تجاه الاتفاق النووي يعني باختصار فشلاً أوروبيا في نفس المهمة، حيث كانت زيارة ماكرون لواشنطن لا تهدف إلى تمثيل الموقف الفرنسي فحسب، بل الموقف الأوروبي بأكمله.

لم يقتصر الأمر على عدم تمكن ماكرون من إحداث اختراق في موقف ترامب تجاه الاتفاق النووي، بل تعرض ماكرون لموقف محرج حينما تظاهر الرئيس الأمريكي بأنه يزيل القشرة من على كتف ماكرون أمام عدسات الإعلام، قائلاً له «علينا أن نجعلك تبدو أفضل»! رسالة سياسية بليغة، وإن كانت عبر حركة رمزية، وكأن واشنطن تقول لباريس: نحن من يعرف أين هي المصلحة، وما ينبغي فعله!

في الوقت نفسه، يعيش النظام الإيراني حالة من الهستيريا السياسية منذ أشهر، وتزداد وتيرة هذه الحالة مع قرب دخول شهر مايو، حيث في منتصفه الموعد المضروب لإعلان ترامب موقف الولايات المتحدة الأمريكية من الاتفاق النووي مع إيران. لا تتوقف تصريحات الإيرانيين عبر وسائل الإعلام، ما بين تهديد ووعيد تجاه واشنطن -إذا ما قامت بالانسحاب من الاتفاق النووي- وتجاه دول المنطقة بشكل عدائي في محاولة لإثبات الثقة بالنفس. وكل ذلك لا يهم، ولا وزن له، في مقابل ما قد يحدث حينما يعلن الرئيس الأمريكي انسحاب بلاده من الاتفاق النووي، إذ من المتوقع أن تعبر حينها بعض الدول الأوروبية عن «أسفها» أو حتى «خيبة أملها» من الخطوة الأمريكية، وقد تعلن أنها سوف تستمر في الالتزام بالاتفاق النووي من طرفها، إلا أنها بعد ذلك سوف تضطر إلى الإذعان لرغبة الولايات المتحدة الأمريكية، إما بمعاودة فرض العقوبات على النظام الإيراني، وإما بالدخول في مفاوضات جديدة معه بهدف صياغة اتفاق نووي جديد يشتمل على نقاط أساسية هي البرنامج النووي الإيراني، وبرنامج الصواريخ البالستية الإيراني، والسلوك الإيراني في دعم الإرهاب والتطرف في المنطقة.

نقلا عن صحيفة الخليج البحرينية

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى