نون والقلم

د. محمد مبارك يكتب: «صفقة القرن».. الخيانة الكبرى!

لا يجب أن تمر علينا تصريحات الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبومازن) مرور الكرام، أو ألاّ نقف عندها لنعطيها ما تستحقه من تحليل. تلك التصريحات التي أفصح فيها أبومازن قبل أيام قليلة عن أن تنظيم «الإخوان المسلمين»، عبر رئيسه المصري المخلوع محمد مرسي العياط، كان قد عرض على الفلسطينيين الانتقال من أراضيهم للعيش في قطعة أرض في شبه جزيرة سيناء المصرية. وذكر الرئيس الفلسطيني أن المخلوع وعضو تنظيم «الإخوان» محمد مرسي أبلغه بأنهم «موافقون»، أي أن التنظيم الإخواني الذي كان يحكم مصر في تلك الفترة، كان موافقًا على إبرام هذه الصفقة مع الفلسطينيين والإسرائيليين.

إن معنى ذلك باختصار، وكما وصفه الرئيس الفلسطيني، محاولة لتصفية القضية الفلسطينية، لدفع الشعب إلى التنازل عن حقوقه. وأزيد على ذلك بأنه خيانة لمصر وللشعب المصري، من خلال بيع الأراضي المصرية، أو التنازل عنها، وعبر التنسيق مع الإسرائيليين، ومحاولة إقناع الفلسطينيين بالدخول في هذه الصفقة. وبطبيعة الحال، فإن موقف تنظيم «الإخوان» وذراعه العسكرية «حماس» كان أيضًا من دون شك منسجمًا مع موقف مرسي ومن يقف خلفه، أي أنهم كانوا موافقين على بيع القضية الفلسطينية بهذه الصيغة التآمرية على المصريين والفلسطينيين معًا.

وعلينا ألا ننسى إطلاقًا أن تنظيم «الإخوان المسلمين» ومنصاته الإعلامية المدعومة من النظام القطري، ومن يدور في فلكهم، لم يكفوا عن الحديث الزاعم بوجود ما يسمى «صفقة القرن» مع إسرائيل، وبثوا في وسائل التواصل الاجتماعي وعبر الإعلام شائعات كثيفة تقول إن أطراف هذه الصفقة هم السعودية والإمارات ومصر، وأن نتيجة هذه الصفقة هي بيع القضية الفلسطينية. إنها اللهجة الإخوانية المعتادة ضد الدول العربية المحاربة للإرهاب، بينما يتضح جليًا اليوم أن من كان يسعى خلف الصفقة الحقيقية ويريد بيع الفلسطينيين وقضيتهم ويريد أيضًا خيانة مصر والمصريين هم تنظيم «الإخوان المسلمين» ونظام «الحمدين»، وعبر تنسيق مباشر مع الإسرائيليين، وهي إن أمعنا النظر قليلاً، فسوف نجد أنها خيانة كبرى لقضية العرب والمسلمين الأولى.

نقلا عن صحيفة الخليج البحرينية

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى