- أهم الأخباراخترنا لكالأخبار

خبراء الأسلحة الكيماوية يصلون إلى سوريا  

وصل خبراء دوليون في الأسلحة الكيماوية إلى سوريا للتحقيق في هجوم بالغاز يعتقد أن قوات الحكومة شنته على مدينة دوما وأدى لمقتل العشرات. وتحدث الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى نظيرة الروسي فلاديمير بوتين وعبر عن قلقه من الوضع المتدهور.

وحذر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قبل يومين من أن الصواريخ «قادمة» ردا على هذا الهجوم. ودوما مدينة قريبة من دمشق كانت في يد المعارضة حتى سيطرت عليها الحكومة هذا الشهر.

وتقول روسيا، الحليف الرئيسي للرئيس السوري بشار الأسد، إنه لا يوجد دليل على وقوع هجوم كيماوي في دوما وحذرت الولايات المتحدة وحلفاءها من توجيه أي ضربة عسكرية.

لكن مبعوثة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة نيكي هيلي قالت اليوم الجمعة إن تقديرات واشنطن تشير إلى أن قوات الأسد استخدمت أسلحة كيماوية 50 مرة على الأقل في الحرب الدائرة منذ أكثر من سبع سنوات.

وقالت هيلي لمجلس الأمن الدولي «لم يتخذ رئيسنا قرارا بعد بشأن إجراء محتمل في سوريا. لكن إذا قررت الولايات المتحدة وحلفاؤها التحرك في سوريا، فسيكون ذلك دفاعا عن مبدأ نتفق عليه جميعا».

وتابعت قائلة «جميع الدول والشعوب سوف تتضرر إذا سمحنا للأسد بجعل استخدام الأسلحة الكيماوية أمرا طبيعيا».

وبينما بقي ترامب نفسه صامتا اليوم الجمعة، فيما يخص سوريا تحدث ماكرون، الذي قال إن بلاده لديها دليل على أن حكومة الأسد استخدمت أسلحة كيماوية في هجوم دوما، هاتفيا مع بوتين.

وقال قصر الإليزيه في بيان إن ماكرون عبر عن أسفه الشديد لاستخدام روسيا حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لعرقلة مشروع قرار بشأن الهجوم. وأضاف في لهجة تصالحية «دعا رئيس الجمهورية إلى استمرار وتعزيز الحوار مع روسيا لإحلال السلام والاستقرار في سوريا».

لكن تلك التصريحات وازنها تحذير من مبعوث فرنسا لدى الأمم المتحدة فرانسوا ديلاتر الذي قال لمجلس الأمن اليوم الجمعة، إن قرار الحكومة السورية استخدام الأسلحة الكيماوية مجددا يعني أنها «وصلت إلى نقطة اللا عودة» وإن على العالم أن يقدم «ردا قويا وموحدا وحازما».

وتنفذ فرنسا منذ عام 2015 ضربات جوية ضد تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا في إطار التحالف بقيادة الولايات المتحدة بما شكل خمسة بالمئة من العمليات الجوية الإجمالية للتحالف.

ولم يدل بوتين نفسه بتصريحات لكن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف قال الجمعة إن موسكو على اتصال بواشنطن لمناقشة الأجواء التي وصفها بأنها مقلقة.

وقال في مؤتمر صحفي «نتمنى من الله ألا تحدث أي مغامرة في سوريا على غرار التجربة الليبية والعراقية» في إشارة إلى التدخل الغربي.

وأضاف «حتى الحوادث غير الجسيمة ستؤدي إلى موجات جديدة من المهاجرين إلى أوروبا وتبعات أخرى نحن وجيراننا الأوروبيون في غنى عنها».

قال أركادي دفوركوفيتش نائب رئيس الوزراء الروسي إن العلاقات الدولية يجب ألا تعتمد على المزاج الصباحي لشخص واحد، في إشارة واضحة إلى تغريدات ترامب.

وأضاف دفوركوفيتش متحدثا في مؤتمر «لا يمكننا الاعتماد على… ما يتخذه شخص على الجانب الآخر من المحيط من قرارات في الصباح…لسنا مستعدين لمثل هذه المخاطرات».

وقال فاسيلي نيبينزيا سفير موسكو لدى الأمم المتحدة إنه «لا يستطيع استبعاد» نشوب حرب بين الولايات المتحدة وروسيا.

وأضاف متحدثا للصحفيين «الأولوية القصوى الآن هي تجنب خطر الحرب… أرجو ألا تكون هناك نقطة لا عودة».

وقال نعيم قاسم نائب الأمين العام لجماعة حزب الله اللبنانية لصحيفة الجمهورية اللبنانية «الظروف لا تشير بحصول حرب شاملة… إلا إذا فقد ترامب و(رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو» صوابهما كليا».

وأدلى حلفاء للولايات المتحدة بتصريحات قوية داعمة لواشنطن لكن لم تظهر بعد خطط عسكرية واضحة للضربة المحتملة.

 

وحصلت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي يوم الخميس على تأييد كبار أعضاء حكومتها لاتخاذ إجراء لم يحددوه بالتعاون مع الولايات المتحدة وفرنسا لمنع استخدام سوريا مجددا للأسلحة الكيماوية.

وبدا أن بعض قادة العالم حريصون على تجنب مواجهة بين الولايات المتحدة وروسيا.

وقالت ألمانيا وهولندا، العضوان في حلف شمال الأطلسي، إنهما لن تشاركا في أي عمل عسكري.

وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم الجمعة، إنه ناقش مع نظيريه الأمريكي والروسي الخطوات المحتملة لتحقيق السلام في سوريا.

وأضاف إردوغان في تصريحات للصحفيين بعد صلاة الجمعة أنه أبلغ الرئيسين ترامب وبوتين بأنه ليس من الصواب زيادة التوتر في المنطقة.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش إن أول فريق من خبراء المنظمة الدولية لحظر الأسلحة الكيميائية وصل إلى سوريا. وقالت المنظمة ومقرها هولندا إن من المتوقع أن يبدأ المحققون عملهم في حادث دوما يوم السبت.

وفي جنيف ندد محققون في جرائم الحرب تابعون للأمم المتحدة اليوم الجمعة بالاستخدام المشتبه به لأسلحة كيماوية في دوما ودعوا إلى ضرورة حفظ الأدلة ليتسنى ملاحقة المسؤولين عن الهجوم.

ألقى ترامب نفسه بظلال من الشك على الأقل بشأن توقيت أي تحرك عسكري بقيادة واشنطن، وذلك في تغريدة يوم الخميس كتب فيها «لم أقل قط متى سيحدث الهجوم على سوريا. قد يكون قريبا جدا وقد لا يكون كذلك».

وقال البيت الأبيض في بيان إن ترامب اجتمع بعدها مع فريقه للأمن القومي لبحث الوضع في سوريا «ولم يتم اتخاذ قرار نهائي».

وأضاف «نواصل تقييم المعلومات ونتحدث مع الشركاء والحلفاء».

وشهدت أسواق الأسهم العالمية انخفاضا حادا خلال الأسبوع فيما يرجع إلى حد بعيد إلى ميل ترامب إلى تغيير موقفه بشأن القضايا السياسية الرئيسية.

وشكلت سيطرة الحكومة السورية على دوما نصرا كبيرا للأسد بسحق ما كان يوما معقلا للمعارضة قرب دمشق. كما تؤكد على موقفه القوى في الحرب ككل.

وعزز الأسد قبضته على معظم القسم الغربي في سوريا، وهو الأعلى كثافة سكانية، بينما انحصر وجود مقاتلي المعارضة والمتشددين إلى حد كبير في منطقتين على الحدود الشمالية والجنوبية لسوريا.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى