نون والقلم

حسن ناصر الظاهري يكتب: الجاسوس سكريبال وصواريخ الحوثي!

عملية طرد أكثر من 150 دبلوماسياً روسياً في العالم، مثلت لحظة تبلور مشاعر الدول والبشر ضد روسيا لإقدامها على محاولة قتل الجاسوس الروسي المزدوج «سكريبال» بغاز الأعصاب السام، قال عنها وزير الخارجية البريطاني (موريس جونسون) (عندما تستنزف سنوات الغضب والاستقرار الصبر الجماعي وتوصله إلى منطقة عدم التحمل، تصبح دول حول العالم ومن ثلاث قارات مستعدة لأن تقول: «هذا يكفي»).. وإنني لأتعجب، 27 دولة طردت دبلوماسيين روساً للاشتباه في ضلوع موسكو بهذا الحادث، في وقت لم تتفاعل فيه تلك الدول لقتل مئات الآلاف من السوريين الذين تدك الطائرات الروسية عليهم منازلهم وترش عليهم نفس الغاز الذي استهدف العميل «سكريبال»!.. الدول الـ 27 لم تنتظر قراراً يصدر من مجلس الأمن، لأنها تعلم أن قراراً يشمل إدانة روسيا، أو مقاطعتها سيستغرق أعواماً ومن المتوقع أن يلغيه فيتو صيني .

هذا الطرد الجماعي للدبلوماسيين الروس من قبل بريطانيا والولايات المتحدة وحلفائهم من الدول الأوروبية، والذي كان سببه محاولة اغتيال للجاسوس الروسي المزدوج، وهذا التضامن، أينه من قضية إطلاق الصواريخ الباليستية الإيرانية على المملكة التي تزود به إيران القوات الحوثية المتمردة والتي بلغ عددها 140 صاروخاً حتى الآن؟، وما تقوم به إيران من اختراقات أمنية في دول المنطقة، أين الدول العربية والإسلامية مما يحدث من تجاوزات إيرانية وإطلاق صواريخ تستهدف قبلة المسلمين والراكعين السجد في بيت الله الحرام ؟!، لايكفي أن تقوم هذه الدول الشقيقة بالإعراب عن استنكارها لما يحدث من تعدٍّ من قبل إيران على المملكة وإعرابها عن دعمها لما تتخذه المملكة لحماية أمنها وحدودها، كما لايكفي أن تدين المنظمات الدولية وعلى رأسها الأمم المتحدة هذا الاستهداف، بل نريد موقفاً حازماً وقراراً دولياً رادعاً يوقف إيران عند حدها، نريد طرد البعثات الدبلوماسية الإيرانية، وإلحاق الأذى السياسي بهذه الدولة المارقة.

لقد عرف عن نظام الملالي عدم احترامه القوانين الدولية، كما عرف بتجاوزاته وأهدافه التوسعية ورعايته للإرهاب، ودعمه للميليشيات في كل من العراق وسوريا ولبنان واليمن، وخلقه جواً من التوترات في المنطقة، ولذا فإن الأمر يستدعي إيقافه عند حده مع محاسبته دون انتظار قرارات الأمم المتحدة.

هنا أدعو كلاً من الجامعة العربية، ومنظمة التعاون الإسلامي، بأن تدعو كل منهما لاجتماع على مستوى وزراء الخارجية لاتخاذ خطوة مناسبة حول إيران، شبيهة بالموقف الأوروبي والغربي الذي هب لنصرة العميل الروسي، تستهدف طرد الدبلوماسيين الإيرانيين من بلدانهم احتجاجاً على تزويدها الحوثيين بالصواريخ الباليستية التي كانت تستهدف فيما تستهدف الحرم المكي بمكة المكرمة إضافة إلى مدن المملكة الأخرى .

نقلا عن صحيفة المدينة السعودية

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى