اخترنا لكنون والقلم

تقاسيم – قطر … و «فوبيا» الحجم الحقيقي

لن يكون مجدياً لقطر أن تستمر في العزف على نغم المظلومية النشاز وسط ملفات صريحة واضحة، ولن يزيدها تضخم الـ «أنا» بداخلها إلا ارتباكاً وضياعاً وفوضى ولو لم يُعلن عن كل هذا الترهل في السياسة وانحراف السلوك. ويمكن قراءة الترهل في حالة الطوارئ غير المعلنة في المشهد القطري، وإنما يعكس الوضع الحالي أن المشوار مع الحكومة القطرية وتعنتها المتواصل وشعورها المنفوخ بتحقيق انتصارات سياسية سيكون مشواراً طويلاً في ظل أن ثمة حكومة قطرية مستمرة في النفاق السياسي المنفلت وتعيش خللاً عقلياً وفصاماً مستفزاً «شيزوفرينيا» في مقابل شعب يعرف تماماً، وإن لم يبح أن قيادته مفتقرة لأدنى درجات العقل والحكمة ولا تفرق بين مصالحها المضطربة المتجاوزة ومصالح شعبها.

المكابرة القطرية والإصرار على أداء الدور والرد السلبيين، والحضور السلبي للدوحة في البيت الخليجي ثمرة فاسدة لا توفر أجواء مشجعة بل تدفع إلى مزيد من التوتر والتصعيد طوال أشهر ساخنة على الصعيدين السياسي والاقتصادي لدولة العضلات المستعارة «قطر». وإن كانت الدوحة بمعية العبث المتواصل أخذت في اللعب على محور آخر طيلة الأيام الفائتة حين شعرت بتوسع دائرة الاتهامات وفشلها الذريع في الدفاع عن ذاتها بصوت وطني لا مستعار أو مستورد أو مجنس، فاستنفرت كل طاقاتها بهجين إعلامي بغية اختلاق عناوين وقضايا تصرف النظر عن الأزمة الأساس وتشتت الانتباه، لكنها وهي محاولات فقيرة فاشلة لأن أدوات التشتيت والطاقات المستخدمة جزء من السقوط القطري والسلوك المائل المنحرف.

الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب لم تكن تريد من الدوحة سوى أن تستفيق من مرضها وتجعل أمن الأوطان واستقرارها في منصة الاهتمام والعمل لا مجالات التفاوض والمراوغة والمساومة، فمن يرسم لتخريب جغرافيا الأشقاء وتفتيتها ويتطاول على الأمن العربي والعالمي، يستحيل أن تؤمن معه بكونه لصيقاً بالمجد أو مقصداً للمضام على حد حماسة المستأجَرين لترويج مثل هذه الشعارات وطرحها في سوق المزايدات والتطبيل. على قطر أن تؤمن في المرحلة المقبلة بمبدأ الدول الأربع وأن الحل لا بد أن يكون في الرياض لا في أحضان جملة من العواصم الغربية التي يتم اللجوء إليها برعاية الحسابات المعادية ومخططات نفخ البالون القطري وتلميعه للحد الذي يقترن اسمه ولو من باب المماحكة والتحرش بقائمة الكبار.

الزمن المقبل كفيل بقطع شرايين الوهم القطري وسيكون التسامح ملغياً من قاموس التعامل، لأن تصعيد إجراءات المقاطعة وكشف مزيد من الملفات وتعرية التجاوزات إلى نطاق أوسع يجعل السياسة القطرية غير قادرة على التنفس بشكل جيد فضلاً عن العيش بحالة طبيعية. المحطات المقبلة متنوعة ومشروعة للدول الداعية لمكافحة الإرهاب نحو قص الأظافر الطويلة وإعطاء كل ذي حجم حجمه، وحماية الخطوط الحمراء لكل دول المنطقة الراغبة في العيش بأمن واستقرار واحترام، والتأكيد مهما كلف الأمر، أن المكابرة والتآمر وطعن الجيران والأشقاء تصرفات باهظة الثمن ومكلفة جداً.

نقلا عن صحيفة الحياة

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى