نون والقلم

ترامب والقدس

لن يقدم دونالد ترامب على الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ولن ينقل السفارة الأميركية إليها.

القدس لا يلعب بها، فهي ليست ورقة مساومة، وليست صك ولاء، وليست عربوناً لتحالفات انتخابية.

هذه القدس، يحتلها مغتصب، سنوات تلو سنوات، فيزول المحتل، وتنفض آثار الاغتصاب، وتمسح بقايا الدماء، وتعود كما كانت، مدينة الأنبياء والرسالات، تصدح بالله أكبر، وتدق أجراس كنائسها، ويتحرر مسجدها المبارك من كل دنس.

قالها كثيرون قبل ترامب ولم يجرؤوا على تنفيذ ما دار برؤوسهم، وجدوا القدس أكبر منهم ومن أفكارهم، وقد يقولها آخرون بعد ترامب، ولكنهم لن يدخلوا في نفق لا مخرج له، وهذا الرئيس الذي لايزال منتخباً، وقد يصبح كذلك رسمياً بعد ثلاثة أيام. أقول لكم، هذا الرئيس ليس غبياً، رغم كل ما يثير من أزمات بسبب تصريحات يدلي بها، وخطوة مثل نقل السفارة الأميركية إلى القدس لا يتخذها عاقل.

ولهذا ننزه الرئيس المنتخب من هذا الوصف، فليس هناك من يبحث عن عداء مفتوح مع كل العالم، حتى لو كان الأكبر قوة على وجه الأرض، وصاحب الجيوش الأكثر انتشاراً في البحار والمحيطات، ومن يملك أكبر ترسانة نووية. لن ينفعه كل ذلك، عندما تستفز المشاعر وتثار العواطف، يفقد السلاح قدرته على المواجهة، ويكفي العالم ما شهد ومازال يشهد من حروب بسبب احتلال فلسطين وأسر القدس.

منذ عقود احتلت إسرائيل القدس، ومازالت القدس فلسطينية عربية مسلمة.

ذهب ليفي أشكول وذهبت غولدا مائير وذهب موشيه دايان وأرييل شارون وبيجن وشامير، وسيتبعهم نتنياهو، ومن سيأتون بعده. نصف قرن آخر أو قرن كامل، لا يهم، وبعدها ستعود القدس. كان الصليبيون هناك قروناً، ورحلوا مجبرين، ومثلهم سيكون مصير هؤلاء المغتصبين، هم سيذهبون والقدس تبقى في مكانها وبأهلها، وهذه حقيقة معلومة للجميع. ولهذا أقول بأن ترامب لن يقدم على خطوة أعلنها قبل أن يصبح رئيساً، فالولايات المتحدة لا يمكن أن تستغني عن العالم الإسلامي والعربي وتعادي العالم.

أخبار ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى