نون والقلم

الهجرة الى كوكب آخر !!

هل اصبح العالم قاب مجزرتين او ادنى من محاكم تفتيش جديدة بحيث نعتذر عن كل ما تعلمناه حول كروية الارض ودورانها ؟ وبأية معجزة اصبحت التكنولوجيا في خدمة الميثولوجيا ؟ فالخرافة الان مُدججة بأسلحة اشد فتكا من السلاح النووي، وانها واحدة من اشد المفارقات صخبا في التاريخ تلك التي نعيشها الآن، حيث يصبح الوعي حمولة لا يقوى كثير من الناس على حملها، لهذا فالجهل مطلب انساني ووطني ومن لم يشرب بعد من نهر الجنون الذي تحدث عنه توفيق الحكيم عليه ان ينتظر ما لا تحمد عقباه .

لقد شمّ المتنبي بأنفه المدرب عن بُعد قرون هذه الرائحة التي ترشح من الشاشات والورق وحتى ناطحات السحاب، فاعترف بجحيم العقل مقابل فردوس الجهل ! ورغم كل ما مر بهذا الكوكب من عصور غاشمة وطغيان الا ان ما استجد في عصرنا هو توظيف الصواب لخدمة الخطأ، وهناك فقه غير مسبوق هو فقه تبرير الاخطاء، وتجميل الجرائم والغزل بسياط الجلاد!

وشرّ البلية بل البلايا كلها ان هناك بشرا يضيق تنفسهم وتبلغ قلوبهم الحناجر اذا اضطروا لقراءة سطر واحد من تقرير عن احوالهم، لأنهم هاربون على مدار الساعة من انفسهم ويتصورون ان حماقة النعامة ستكون الدرس البليغ الذي تعلموه من اجل النجاة !

ان نشرة اخبار واحدة من اية فضائية حتى لو كانت كسيحة تكفي لاصابة الانسان السوّي بالغثيان في الرأس وليس في الاحشاء، موت من كل الجهات  وطبول حرب تقرع مُنذرة بنهاية الحياة على هذا الكوكب الذي لم يعد صالحا لإقامة البشر .

قبل ستين عاما كتب شاعر قصيدة قال فيها اوقفوا هذا الكوكب المجنون كي اترجل ، وظن الناس انه مجنون لكنهم الان يعيدون عبارته ولو همسا، لأن الحياة اصبحت سلسلة من الكمائن، وخير لمن يموت عدة مرات في اليوم ان يحفر قبره بيديه وينام الى الأبد !!

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى