نون والقلم

العالم ينتظر

بعد أربعة أيام سيدخل العالم في الحقبة الترامبية، وسواء كانت أربع سنوات أم ثماني، فهي بلا شك ستكون مرحلة مختلفة عن كل المراحل التي سبقتها.

إن دونالد ترامب رجل مثير للجدل، منذ اللحظة الأولى، التي أعلن فيها أنه سيترشح للانتخابات الرئاسية استخدم أسلوب إثارة ما لا يثار، وأطلق العنان لأفكار اعتبرت هي برنامجه الانتخابي، فأدار رؤوساً، وشتت عقولاً، وجعل الجميع في حيرة من أمرهم، وقد راهنوا على سقوطه منذ بداية المشوار.

ولكنه هزم كل منافسيه من الحزب الجمهوري، وبلعت الصدمة، وراهنوا جميعاً على سقوط مدوٍ في مواجهة هيلاري كلينتون، وكنت أحد هؤلاء في اليومين السابقين للتصويت، وظن الجميع أن ساعة الجد قد حانت، وأن ترامب سيتراجع عن بعض أفكاره، ولكنه لم يفعل، بل طرح مزيداً من القضايا، وقرر أن يعالج مشاكل بلاده والعالم بأسلوبه وليس بأسلوب رؤساء الولايات المتحدة الأميركية.

وبعد الانتخابات وفوزه بالرئاسة، وطوال الفترة الفاصلة التي تزيد على شهرين، وبعد عدة أسابيع من الصمت بدأت تظهر إلى العلن ملامح إدارة أكبر وأقوى دولة في العالم للسنوات الأربع المقبلة، وهي الفترة الرئاسية، ومع الإدارة وترشيحاتها تضاربت الآراء، واختلفت التحليلات.

فاتفقت الغالبية على الانتظار، مثلهم مثل الدول ذات الصلة بالشأن الأميركي، الدول الصديقة والحليفة والدول العدوة والشريرة، كلها تنتظر، أوروبا بقدرها ومكانتها تريد أن تطمئن على الأداء بعد جلوسه على كرسي المكتب البيضاوي، وإسرائيل تنتظر وعوداً وعدت بها، وإيران تمسك باتفاق نووي بين يديها ولا تدري أي مصير ينتظره وينتظرها، وروسيا تريد مكاسب لتلاعبها في الحملات الانتخابية الأميركية، والمكسيك تتخيل جداراً يفصلها عن أرض الأحلام، ومعه فاتورة البناء!!

إنها حقبة جديدة، لا يمكن لأحد أن يحكم عليها قبل أن تبدأ، ولكنها ستكون مختلفة، هذا ما لا يختلف عليه اثنان، فهذا الرئيس مختلف عن كل الرؤساء، تاريخه مختلف، ونظرته إلى الأمور مختلفة، وتقييمه لأحداث العالم مختلف، وأولوياته مختلفة، وما على العالم غير الانتظار، أمامنا بضعة أيام، وبعدها ستبدأ الحكاية، وقد نرى العجب!!

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى