نون والقلم

السيد زهره يكتب: قطر والبحث عن العلاج الثالث

منذ أن زار أمير قطر أمريكا واجتمع مع الرئيس الأمريكي ترامب، تحفل المواقع والصحف الأمريكية بعديد من التقارير والتحليلات التي تناقش الموقف الأمريكي من أزمة قطر، كما تناقش حسابات قطر في تعاملها مع الأزمة.

لأن القضية تعنينا بالطبع، سنعرض اليوم وفي مقالات تالية أهم هذه التحليلات وما تطرحه.

من أهم هذه التحليلات تحليلٌ كتبته اثنتان من الباحثات الأمريكيات يناقش بالأساس الطريقة التي تتعامل بها قطر مع الأزمة، وأيضا الموقف الذي يجب أن تتخذه الإدارة الأمريكية.

يقول التحليل بداية إن الموقف الأمريكي من الأزمة يحتل أهمية مركزية بالنسبة لقطر في حساباتها في التعامل مع الأزمة. بمعنى أن أحد أكبر رهانات قطر هو ضمان التأييد الأمريكي لها، أو على الأقل عدم ممارسة ضغوط عليها.

ويذكر التحليل أن الطريق الأساسي الذي تتبعه قطر في محاولتها الخروج من أزمة المقاطعة هو تكثيف مبيعات الأسلحة ومحاولة ترسيخ العلاقات مع أمريكا والدول الأوروبية عن هذا الطريق.

وعلى الرغم من أنه أثناء اللقاء الأخير بين ترامب وأمير قطر، قال الرئيس الأمريكي كلاما يعكس تعاطفا مع قطر في الأزمة، إلا أن النظام في قطر ينتابه قلق عميق بعد تعيين مايك بومبيو وزيرا للخارجية خلفا لتيلرسون، وجون بولتون مستشارا للأمن القومي. القلق القطري سببه كما هو معروف أن الاثنين معروفان بمواقفهما المتشددة من إيران والإرهاب، والاثنان مؤيدان بقوة لوضع جماعة الإخوان المسلمين على لائحة المنظمات الإرهابية، وهو الأمر الذي يمثل – لو حدث- ضربة موجعة لقطر.

يقول التحليل إنه على ضوء هذا، تضع قطر في حسبانها احتمال تغير الموقف الأمريكي في غير صالحها في الفترة القادمة.

قطر تتحسب لهذا الاحتمال، ولا تستبعد أن تتعرض لضغوط أمريكية في أي وقت مستقبلا، وتسعى إلى حماية نفسها ومقاومة أي ضغوط محتملة. وسبيلها الأساسي إلى ذلك السعي إلى تقوية علاقاتها مع الدول الأوروبية وتعزيز شراكاتها معها.

ويذكر التحليل أنه في غضون ذلك، تستمر قطر في اتباع نفس السياسات التي أدت إلى فرض المقاطعة عليها، ومازال ملفها في دعم وتمويل الإرهاب مفتوحا لم يُغلق.

وفي تقدير الباحثتين أن قطر بهذه الطريقة التي تتعامل بها مع الأزمة تعتقد أنها يمكن أن تشتري «خيارا ثالثا»، يسميه التحليل «علاجا ثالثا، يتيح لها أن تستمر في سياساتها وفي دعم الإرهاب، ويمكنها في نفس الوقت مقاومة أي ضغوط أمريكية محتملة عليها.

إزاء هذا يتطرق التحليل إلى الموقف الذي يجب أن تتخذه الإدارة الأمريكية. التحليل يدعو الولايات المتحدة إلى أن تنسق مواقفها من الأزمة مع الدول الأوروبية، وذلك سعيا إلى بلورة موقف مشترك يقوم في جوهره على ضرورة أن تغير قطر سياساتها وتتوقف عن دعم وتمويل الإرهاب قبل الدخول في أي شراكة أو علاقات إستراتيجية معها.

وفي التقييم النهائي، يعتبر التحليل أن هذا العلاج الذي تتصوره قطر ليس علاجا في حقيقة الأمر بل هو مسكن مؤقت. بمعنى أنه يمكن أن ينجح جزئيا على المدى القصير، لكن هذا الخيار لا يمكن في النهاية أن يخرج قطر من عزلتها.

كما نرى، هذا التحليل يكشف أن قطر في تعاملها مع الأزمة لا تسعى إلى حل معقول يمكن أن يكون مرضيا لكل الأطراف، وإنما تبحث عن طريق يمكنها من الاستمرار في نفس السياسات المرفوضة والمُدانة، ويجنبها في نفس الوقت أي ضغوط أمريكية يمكن أن تتعرض لها.

أخبار ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى