نون والقلم

مشاري الذايدي يكتب: هل الخمينية «تحتضر»؟

مشاري الذايدي يكتب: هل الخمينية «تحتضر»؟

الذي يجري في إيران هذه الأيام، أكبر من موجة مظاهرات شعبية، أو خلافات بين أجنحة النظام الخميني، ولعبة الصقور والحمائم… ما يجري في إيران هو «محاسبة» النظام الذي أسسه المعمم الثوري، آية الله الخميني 1979.
مصير الجمهورية كلها هو الذي على المحكّ، وليس مصير هذا الوزير أو الرئيس أو حتى المرشد نفسه، فبدل الوزير وزير… وبدل رئيس الدولة آخر، وحتى بدل المرشد مرشد جديد، وكله بالانتخابات يصير!
حاول تدارك الأمر، رئيس الدولة، حسن روحاني، أو الثعلب البنفسجي كما وصفه الصديق الصحافي، الخبير بإيران، مسعود زاهد، فدعا في خطاب تاريخي له، بمناسبة ذكرى «الثورة» الخمينية إلى إجراء استفتاء شعبي عام لمعرفة رأي الشعب الإيراني في طبيعة النظام، وماذا يرغبون؟
لماذا هذه الدعوة الثورية؟ ومن رجل خدم النظام الخميني منذ فجر ولادته؟ هو يقول إنه ما لم يصلح النظام الخميني نفسه بنفسه، وبجرأة، فلن يستمر أصلا، لا صقوره ولا حمائمه؟
لكن هل فات الأوان على ذلك، مع وصول الحس الشعبي الإيراني العام إلى «القنوط» من أي فرصة لصلاح هذه الجمهورية، خاصة أن الناس قد جربوا لعبة حكم الإصلاحيين والمتشددين؟
تزامن مع دعوة «الثعلب البنفسجي» حسن روحاني، والبنفسج كان لون حملته الانتخابية، مطالبات 15 ناشطاً سياسياً ومدنياً بارزاً في إيران، في بيان بتنظيم استفتاء شعبي برعاية الأمم المتحدة للانتقال السلمي من نظام «ولاية الفقيه» إلى نظام «ديمقراطي علماني برلماني»، وقالت المحامية شيرين عبادي لـ«الشرق الأوسط» إن الموقّعين على البيان يمثلون أفكاراً واتجاهات وفئات مختلفة، لتلبية المطالب الشعبية في الاحتجاجات الأخيرة، التي تصدّرها طلب الاستفتاء لتقرير مصير نظام ولاية الفقيه.
وأشارت عبادي إلى أن «الجمهورية الإسلامية أظهرت منذ 39 عاماً، أن هذه الدولة غير قابلة للإصلاح كما أثبتت تجارب الحكومات المختلفة؛ سواء كانت للمحافظين أو للإصلاحيين»، مشيرة إلى أن البيان ضم لفيفاً مع النخب الإيرانية المتنوعة، ما يعكس الرغبة العامة للإيرانيين في إنهاء عمر النظام والنظرية التي تحكمه، والطبقة التي نبتت مثل الطحالب الرطبة نحوه طيلة أربعة عقود تقريبا.
ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، قال في المؤتمر الشهير عن إطلاق مشروع «نيوم» المستقبلي، إنه ليس لدى السعودية «الجديدة» الاستعداد لتضييع عقود أخرى من الزمن، في أوهام مثل أوهام الإخوان والخمينية.
هذا هو الفرق بين القيادة التي تعرف نبض المستقبل، وتذهب إليه، قبل أن يتجاوزها قطار الزمن، وبين من يتجمد على مذبح الماضي الحجري. ويهلك الحرث والنسل.
هل بدأ العدّ العكس لعمر الخمينية؟

نقلاً عن صحيفة الشرق الأوسط السعودية

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى